في مؤتمر صحفي عقده الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا.. د. وليد المانع: الاستهتار يؤدي للانتشار والالتزام يؤدي للانحسار ومن أسباب انتشار الفيروس بين المواطنين هو عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية
أكد الدكتور وليد المانع وكيل وزارة الصحة عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) على ضرورة الالتزام بالمسؤولية الفردية والتقيد بالقرارات والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحفاظ على صحة وسلامة الجميع بما يسهم في تجاوز جائحة كورونا بنجاح.
ونوه المانع بأهمية عدم الاستهتار والتهاون في الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية بما يسهم في الحد من انتشار الفيروس، فالاستهتار يؤدي لانتشار الفيروس والالتزام يؤدي لانحساره، داعيًا الجميع إلى الالتزام بمسؤولية واستشعار خطورة التهاون في التقيد بالإجراءات الاحترازية مع تقليل المخالطة قدر الإمكان للتصدي لهذا الفيروس.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) ظهر اليوم في مركز ولي العهد للبحوث الطبية والتدريب بالمستشفى العسكري للحديث عن آخر مستجدات فيروس كورونا.
وأوضح المانع أن الفحوصات المختبرية التي يتم إجراؤها يوميًا تكشف ارتفاعًا في أعداد الحالات القائمة بفيروس كورونا الناجمة عن المخالطة لحالات قائمة، لذا فمن المهم الالتزام بمسؤولية واستشعار خطورة التهاون في التقيد بالإجراءات الاحترازية مع تقليل المخالطة قدر الإمكان للتصدي لهذا الفيروس.
وقال المانع إن وزارة الصحة تتابع كافة المؤشرات ذات العلاقة بمستجدات فيروس كورونا، وتقوم كذلك برصد النتائج المتحققة محلياً على مختلف المقاييس لقياس صحة ما يتم اتخاذه.
واستعرض المانع متوسط معيار التكاثر الأساسي للمواطنين وغير المواطنين في مملكة البحرين ومتوسط معدل الانتشار فيما بينهما وذلك من تاريخ 13 مايو الماضي وحتى 9 يونيو الجاري، حيث يبلغ متوسط R0 في مملكة البحرين للمدة سالفة الذكر 1.52، ويبلغ متوسط المعيار للمواطنين 1.83 بينما يبلغ لغير المواطنين 1.35.
وبين المانع بأن متوسط معيار التكاثر الأساسي (R0) إن كانت قيمته أكبر من الواحد (1>R0) فهذا يعني انتقال الفيروس، أي أن الحالة القائمة ستنقل الفيروس إلى أكثر من شخص، معزيًا أسباب ارتفاع متوسط معيار التكاثر الأساسي بين المواطنين هو التجمعات الأسرية والاجتماعية، والخروج من المنزل لغير الضرورات، إلى جانب عدم الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصحية اللازمة والتهاون في التطبيق السليم للإجراءات والتدابير الوقائية.
وأكد المانع استمرار مختلف الجهود الوطنية للتصدي لفيروس كورونا للتعامل بكفاءة ومرونة عاليتين مع مختلف المستجدات، فمن أوجه المرونة في التعامل مع الحالات القائمة إقرار العزل الصحي المنزلي الاختياري للحالات القائمة وفق اشتراطات معينة.
ونوه المانع بأن الخدمات الصحية العلاجية من فحص وحجر وعلاج مستمرة بالمجان في مراكز الحجر الصحي الاحترازي ومراكز العزل والعلاج، مؤكدًا أن إتاحة الخيارات لا تعني عدم توفر الطاقة الاستيعابية في مراكز العزل والعلاج ومراكز الحجر الصحي الاحترازي، بل العكس صحيح، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية لمراكز العزل والعلاج 8511 سريرًا، الإشغال منها 5061 سريرًا، كما تبلغ الطاقة الاستيعابية لمراكز الحجر الصحي الاحترازي 3410 سريرًا، يبلغ الإشغال منها 492 سريرًا.
وقال المانع إن صحة المواطن أولوية لا يتم التردد في اتخاذ اللازم للحفاظ عليها من أجل صحة وسلامة الجميع، ويجب أن تكون صحة وسلامة الجميع أولوية كذلك لدى كافة المواطنين والمقيمين، وندعو الجميع إلى ضرورة استقاء المعلومات حول فيروس كورونا من وزارة الصحة والجهات الرسمية ذات العلاقة، كجزء من مسؤوليتهم الفردية.
وأعرب المانع عن شكره لمركز الاتصال 444 على جهوده الكبيرة حيث تلقى أكثر من 85 ألف مكالمة خلال الأسبوع الجاري فقط، وبعدد اجمالي يفوق 445 ألف متصلاً منذ تدشين المركز.
وجدد المانع دعوته للاستفادة من الخدمات المتوفرة على تطبيق مجتمع واعي والموقع الإلكتروني لوزارة الصحة، مؤكدًا أن الوطن أمانة والحفاظ على الصحة العامة واجب وطني، ويدًا بيد ستتمكن البحرين من تجاوز هذا التحدي.
من جهته، أكد المقدم طبيب مناف القحطاني استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري وعضو الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا على أهمية اتباع الارشادات والتعليمات الصادرة والتي تصب في حفظ صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع.
واستعرض القحطاني المقصود بالمخالطين للحالة القائمة، حيث بين أنهم القاطنين في نفس السكن المنزلي مع الحالة القائمة، والزملاء الذين يتم التعامل معهم من قبل الحالة القائمة بشكل يومي في مكان العمل لفترة أكثر من 15 دقيقة بفارق أقل من مترين دون اتداء الكمام، ومن كان له اتصال مباشر مع الحالة القائمة، ومن كان في بيئة مغلقة مع حالة قائمة بفيروس كورونا، إلى جانب المخالطين للحالة القائمة عامل الرعاية الصحية، أو أي شخص آخر يقدم الرعاية الصحية المباشرة لحالة قائمة، أو عمال المختبرات الذين يتعاملون مع عينات فيروس كورونا، دون لبس معدات الوقاية الشخصية الموصى بها أو في حال وجود (تمزق / ثقب) محتمل في معدات الوقاية الشخصية.
وأضاف القحطاني أن المخالطين هم أيضًا المتواجدون في طائرة أو حافلة أو سيارة أو أي وسيلة نقل، من خلال الجلوس على بعد مقعدين (في أي اتجاه) من حالة قائمة، أو رفقاء السفر أو الأشخاص الذين يقدمون الرعاية الصحية، وطاقم الطائرة أو سائق الحافلة المتواجدون مع الحالة القائمة، وإذا كانت الأعراض شديدة، فإنه يمكن اعتبار كافة الركاب في وسائل النقل المختلفة (طائرة، حافلة، سيارة وغيرها) كحالات مخالطة وثيقة.
وحول فحص المخالطين للحالات القائمة، كشف القحطاني أنه يتم سؤال الحالات القائمة عن الأشخاص الذين تمت مخالطتهم والعمل على إعداد قائمة شاملة بكافة المخالطين، وتحديد هوية المخالطين من خلال تقفي أثرهم ومعرفة مواعيد وأماكن تواجدهم مع الحالات القائمة، ليتم حصر المخالطين للحالة القائمة الذين تنطبق عليهم شروط المخالطة وتحديث بيانات الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة.
وأوضح أنه يتم الاتصال الفوري بالمخالطين لتحديد موعد للفحص وتزويدهم بالتعليمات اللازمة، وفي حال كانت النتيجة سلبية سيُطلب من المخالطين بدء الحجر المنزلي لمدة 14 يوم وإلزام المخالط بتحميل تطبيق مجتمع، وقبل انقضاء مدة الحجر المنزلي بثلاثة أيام يجب على المخالط حجز موعد فحص الخروج من الحجر من خلال تطبيق مجتمع واعي، ويتم إبلاغ المخالطين بنتيجة الفحص قبل الخروج من الحجر المنزلي وتزويدهم بالتعليمات اللازمة بناءً عليها.
ودعا القحطاني الجميع إلى الالتزام بكافة التعليمات الصادرة من الجهات المعنية كي لا يتم تصنيفهم كأحد المخالطين، مجددًا التذكير بأهمية التزام الفرد بمسؤولية؛ فالاستهتار يؤدي للانتشار والالتزام يؤدي للانحسار، إلى جانب أهمية استشعار خطورة التهاون في التقيد بالإجراءات الاحترازية مع أهمية تقليل المخالطة قدر الإمكان بما يسهم في التصدي لهذا الفيروس.
من جانب آخر، أكدت الدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) على ضرورة الالتزام بالمسؤولية الفردية والتقيد بالقرارات والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية بما يحفظ صحة وسلامة المواطنين والمقيمين.
ونوهت السلمان إلى أن الاستهتار يسبب الانتشار، بخلاف الالتزام الذي يؤدي إلى انحسار الفيروس، داعية الجميع للالتزام بمسؤولية للحد من انتشار فيروس كورونا، مؤكدة أن وزارة الصحة تواصل حرصها على توسيع نطاق وأعداد الفحوصات اليومية للوصول المبكر للحالات القائمة وبالتالي سرعة عزلها وعلاجها، حيث تم حتى اليوم إجراء أكثر من 386 ألف فحص مختبري.
وتطرقت السلمان إلى أسباب ازياد الحالات القائمة في الآونة الأخيرة، مشددة على ضرورة استمرار التزام الجميع بالقرارات الصادرة والمتمثلة في التباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات العائلية وغيرها من القرارات بما يحفظ صحة وسلامة الجميع، منوهة بأن تعافي الكثير من الحالات القائمة بالفيروس يعود إلى تطبيق البروتوكول العلاجي المتبع في معالجة هذه الحالات إلى جانب الرعاية الصحية المستمرة التي تتلقاها الحالات القائمة ما أدى إلى سرعة تعافيها من الفيروس وخروجها من مراكز العزل والعلاج.
واستعرضت السلمان الوضع الصحي للحالات القائمة لفيروس كورونا (كوفيد 19)، حيث بلغ عدد الحالات القائمة التي يتطلب وضعها الصحي تلقي العلاج 79 حالة قائمة، منها 13 حالة تحت العناية، و5084 حالة وضعها مستقر من العدد الإجمالي للحالات القائمة الذي بلغ 5061 حالة قائمة، في حين تم تعافي 11109 حالات وخروجها من مراكز العزل والعلاج.
وجددت السلمان التأكيد على إلزامية ارتداء الكمامات خارج المنزل في كل الأماكن والأوقات ما عدا أثناء قيادة السيارة، وارتداءها أيضاً عند ممارسة رياضة المشي واستثناء الرياضات التي تتطلب جهدًا بدنيًا شديدًا مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية، إلى جانب ارتداء الكمامات عند مقابلة أشخاص لديهم أمراض وظروف صحية كامنة أو من كبار السن المعرضين أكثر للخطر داخل إطار الأسرة الواحدة، والالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي.
وأشارت السلمان إلى ضرورة الاستمرار في الالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون جيداً بشكل دوري، مع الحرص على استخدام معقم اليدين، وتنظيف الأسطح والأشياء التي يتم استخدامها بشكل متكرر وتعقيمها جيداً بصورة دورية، وتغطية الفم عند السعال، والتخلص من المناديل المستخدمة بالطريقة الصحيحة، وتجنب لمس أي شخص يعاني من الحمى أو السعال، وفي حال ظهرت الأعراض على أي شخص عليه الاتصال على 444 واتباع التعليمات التي سوف تعطى إليه.